Tuesday, April 21, 2015

عظة عن الخدمة والامتلاء من الروح القدس



خدمة الرب يسوع المسيح صعبة لعدة أسباب.  أولاً هي صعبة لأننا نحارب ضد الظلام نفسه وضد رئيسه بهدف تحرير الناس منه فمن الطبيعي أننا سنقاوم بطرق عديدة لأن الشيطان لن يترك أسراه بسهولة. ثانياً العمل صعب لأنه روحي ويتطلب منا مهارة بالإضافة لأسلوب روحي معين يرضي الله.  فليس أي كرازة مقبولة ولا أي وعظ ولا أي مساعدة للفقراء.  هذا لأن الرب يقيمنا على العمل وأيضاً على الدوافع والأسلوب!  في رسالة فيلبي نقرأ عن بعض الخدام الذين بشروا بدوافع غير سليمة (في 1: 15-18). فهم قاموا بالعمل الصحيح لكن بطريقة غير صحيحة.

ولذلك يكتب الرسول بولس للكنيسة في فيلبي عن الدوافع والأساليب الحقيقية في خدمة المسيح فيقول:

·        أنها يجب أن تنبع من محبة حقيقية بلا أغراض أخرى—لا نخدم بحثاً عن شهرة أو مكسب أو سلطة ولا لأغراض متعلقة بتقدم طائفتنا أو مجموعتنا بل نخدم سعياً لمجد المسيح وخلاص الناس

o       هذه المحبة هي محبة يسوع المسيح فينا: "اشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح" (في 1: 8).  يحبهم بولس بمحبة المسيح نفسه ويتكلم كإنسان متحد المسيح.  "أحبكم بقلبه هو!"  كل الرسالة تبرهن على أن محبته حقيقية وليست مجرد كلام.

o       هذه المحبة متواضعة: "ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع" (في 2: 5).  المحبة لا تبحث عما لها بل تطلب مصلحة الآخر.  يقدم لهم نموذج تيموثاوس في 2: 19-21 كخادم متواضع ومحب كل هدفه يسوع المسيح وما يمجده. 

·        الخدمة تتطلب منا أن نصلي دائما من أجل أن الآخرين يزدادون في معرفة المسيح ومحبته (في 1: 9) فهي ليست فقط الظهور قدام الناس بل أكثر من ذلك المثول أمام الله.   لا تنجح الخدمة دون الصلاة لأنها تعبر عن اعتمادنا على الله واحتياجنا الشديد له.

·        قلب الخدمة هو إعلان إنجيل يسوع المسيح ودفع قضيته إلى الأمام بكل الطرق الصحيحة.  ليست الخدمة استعراض لآرائنا بل لكلمة المسيح.  من السهل جداً أن نستغل الخدمة للتكلم عن قضايانا المفضلة إن كانت سياسية أو اجتماعية أو حتى لاهوتية.  لكن القضية هي إنجيل الله.  يقول بولس:


o       "أموري قد آلت أكثر لتقدم الإنجيل" حتى في السجن (1: 12) فهذا شغله الشاغل
o       "أكثر الاخوي يجترئون أكثر على التكلم بلا خوف" (1: 14) —علينا أن نعلن الإنجيل بالكلام
o       وأيضاً من خلال حياتنا الشاهدة قبل كل شيء: "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح" (في 1: 27)
o       من خلال مشاركة خدام الرب مادياً (في 1: 5) فمن أهداف الرسالة شكر الكنيسة على مساهمتهم في خدمة بولس بتبرعاتهم (في 4: 10-19).

لكن كل هذه الأمور تحتاج إلى طاقة روحية لتتم!  نحتاج إلى قوة من غيرها:
لن نحب
لن نتواضع
لن نصلي
لن نعلن الإنجيل
لن نعيش حياة الإنجيل

من أين تأتي هذه القوة؟  تأتي من المسيح: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13).  "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو 15: 5).

كيف يقوينا المسيح وهو في السماء الآن؟

يقوينا بالروح القدس الذي سكبه على تلاميذه بعد الصعود ب 10 أيام.
-كان قد وعدهم بهذا بعد القيامة—أعمال 1: 8
-وأوفي بالوعد بعد ذهابه للآب-أعمال 2: 33

ما هو تأثير حلول الروح والامتلاء به على التلاميذ؟
·        تكلموا بكلام الله بشجاعة—أعمال 4: 5-12—تغيير كبير بعد الخوف الذي عاشوه قبل ذلك!!
·        كل المؤمنين عاشوا قوة جديدة أدت إلى المحبة لبعض-أعمال 4: 31-35
·        الروح أعطاهم سلام وتعزية وتكاثر وبنيان لجسد المسيح-أعمال 9: 31
·        الروح أرشدهم في الخدمة فلم يخدموا حسب استحسانهم
o       دعا خدام للخدمة-أعمال 13: 2-4--كلم الكنيسة كلها لفرز اثنين من خدامها
o       قاد خطواتهم-أعمال 16: 6--فتح أبواب واغلق أبواب أخرى!
·        يعني تأثير الروح القدس لم يكن بالصوت العالي أو السقوط إلى الأرض لكنه دفع عمل المسيح إلى الأمام: الكرازة وبنيان الكنيسة
ماذا عن خدمتنا؟
·        اختبرنا قوة الروح القدس والا ما كنا وصلنا إلى هذه اللحظة: أعطانا بعض المحبة وبعض القوة وبعض الثمر
·        لكن مازال نحتاج إلى مزيد من قوته
o       لسنا مرتبطين كما ينبغي
o       لا نتكلم كلمة الله كما ينبغي
·        علينا أن نمتلئ به أكثر—أفسس 5: 18: الامتلاء أمر إلهي!! 
·        كيف نمتلئ بالروح القدس؟
o       علينا أن نصلي أكثر ونطلب قوة من الله-أعمال 4: 31
o       الروح حل على التلاميذ لما كانوا مجتمعين ومنتظرين وعد المسيح
o       وتكلم لما قادة الكنيسة في انطاكية كانوا "يخدمون (يعبدون) الرب ويصومون" معاً أعمال 13: 2­­
o       يعني الروح يملاً المهيئين روحياً— الأمر في كولوسي 3: 16 "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى" موازي لأفسس 5: 18 "امتلأوا بالروح" (قارن السياق في الرسالتين).  فكلما خضعنا لفكر المسيح وطلبنا قوته للخدمة كلما سنمتلأ من روحه أكثر.
o       ليس بالضرورة أن نتكلم بألسنة (لغات لا نعلمها) ولا يوجد في الكنيسة الأولى من سقطوا على الأرض لأنهم امتلأوا من الروح!
o       ليس الامتلاء وسيلة لتخريجنا عن همومنا أثناء الاجتماع أو فرصة لاستعراض مواهبنا لكن هي تمكين روحي لفعل مشيئة الرب
·        لا نريد أن نضيع وقت الله أو وقتنا!!
·        فالخدمة معركة روحية صعبة ولم يتركنا الرب أن نقوم بها بدون قوته

(لم يكن هدف العظة تقديم موضوع الروح القدس ككل فلم أتكلم فيها مثلاً عن معمودية الروح القدس التي يميزها العهد الجديد عن الامتلاء.  فالمعمودية تحدث مرة واحدة لكل المؤمنين وتضمنا لجسد المسيح بقوة الروح القدس.  أما الامتلاء فهو بركة مكررة أو متزايدة تعطينا القدرة على العبادة والخدمة).









No comments:

Post a Comment